تتزايد الهواجس بشكل غير مسبوق من إمكانية حدوث زلزال مدمر في مدينة اسطنبول، بسبب وقوعها على خط زلازل خطير وحصول عدد من الهزات المتوسطة خلال الأسابيع الماضية فيزلزال مدمر قد يضرب اسطنبول محيط أكبر المدن التركية، من حيث عدد السكان والتي لا تمتلك مقومات مُقاومة للزلازل، وسط مخاوف شعبية وإجراءات حكومية للحد من الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها في حال وقوعه.
وتجددت هذه الهواجس خلال الأيام الماضية حيث ضربت ثلاثة هزات أرضية متوسطة 5.3 و 4.6 على مقياس ريختر ولاية جناق قلعة جنوب غرب مدينة إسطنبول، بالإضافة إلى عدد كبير من الهزات الارتدائية حيث دمرت عددا من المنازل القديمة، وأصيب عدد من الأشخاص ولم يسجل وقوع ضحايا.
وتقع تركيا في منطقة صدوع زلزالية كبرى وتتعرض تكرارا إلى هزات. وما يزيد من مخاوف المسؤولين والخبراء أن تركيا تعرضت خلال تاريخها الحديث إلى 7 زلازل مدمرة بجانب مئات الهزات الخفيفة والمتوسطة، كان أبرزها 1939 حيث قتل 32 ألف شخص بولاية أرزنجان بفعل زلزال بلغت قوته 7.9 ريختر، وزلزال مرمرة الشهير 1999 الذي قتل فيه 17 ألف شخص ودمر مئات آلاف المنازل في ازميت واسطنبول.
وحسب آخر إحصائية صدرت قبل أيام، يعيش في اسطنبول قرابة 15 مليون تركي، لكن التقديرات تشير إلى أكثر من ذلك، كون هذه الإحصائية لا تضم ملايين الأتراك الذين يعيشون خارج المدينة ويعملون فيها نهاراً بالإضافة إلى قرابة مليون لاجئ وعدد كبير من السياح.
التحذيرات التي صدرت عن العديد من المصادر الحكومية والمراكز البحثية التركية والدولية قالت إن المدينة تواجه خطر حصول زلزال مدمر ربما تصل قوته إلى أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر، ومن المتوقع ان يضرب المدينة في أي وقت خلال السنوات المقبلة.
وتتزايد المخاوف كون المدينة تضم ملايين المنازل القديمة التي لن تسطيع الصمود في وجه زلزال بهذه القوة. وتتركز التكهنات حول زلزال سيكون مركزه 25 كيلومترا في بحر مرمرة ولن يكون عميقاً بحيث يمكن ان يؤدي إلى حصول موجات مد «تسونامي» قد تتسبب في إغراق أحياء كاملة كثيفة بالسكان تقع على جانبي مضيق البوسفور.
وخلال الأشهر الأخيرة وقعت العديد من حوادث سقوط لمبان قديمة متهالكة في عدد من أحياء اسطنبول القديمة القريبة من ميدان تقسيم ومنطقة زيتين بورنو، حيث قتل وأصيب عدد من الأشخاص في هذه الحوادث، ما زاد المخاوف من قدرة المدينة على مقاومة زلزال بهذا الحجم.
وتعمل الحكومة التركية منذ سنوات طويلة على برنامج لإعادة هدم وبناء الأحياء القديمة والمباني التي لا يمكنها الصمود أمام زلزال بهذه القوة، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إنجاز سوى قرابة 20% من هذه المهمة، وما زالت ملايين المنازل التي تجاوز عمرها الأربعين عاماً بحاجة إلى هدم وإعادة بناء بمعايير جديدة، وهو ما يكلف الحكومة التي تمر بأزمة اقتصادية مليارات الدولارات.